تويتر: لماذا ١٤٠ بالتحديد؟

قد يكون هذا السؤال تكرر كثيراً بسبب عدم معرفة السر – الذي أصبح فلسفة تويتر فيما بعد – في تحديد عدد أحرف التغريدة في تويتر.

ويكمن السبب أنه عند إطلاق تويتر في ٢٠٠٦ لم تكن الهواتف الذكية منتشرة كانتشارها الآن، فقد كان أغلب مستخدمي شبكات التواصل الإجتماعي يشاركون عن طريق حواسيبهم، ولجذب شريحة أكبر من المستخدمين بدأ تويتر باعتماد طريقة للمشاركة باستخدام الهواتف العادية، ولكن كيف سيشارك هؤلاء عن طريق هواتفهم بدون الحاجة إلى حاسوب؟ الحل يكون باستغلال خدمة الرسائل القصيرة SMS للتغريد، والتي يمكن من خلالها إرسال رسائل نصية بعدد ١٦٠ حرفاً ومن أجل ضمان عدم اقتطاع جزء من الرسالة تم اعتماد ١٤٠ حرف للتغريد على تويتر كحد أقصى، وكان هذا التحديد بعد إطلاق تويتر بزمن قصير.

أما الآن وقد تطورت التكنولوجيا ويمكن مشاركة معلومات أكثر وأصبحت الغالبية العظمى تمتلك الوصول إلى الشبكة العالمية ولا تضطر إلى التغريد باستخدام الرسائل القصيرة؛ هل يتوجه تويتر لكسر هذا القيد؟ بالرغم من أن الرقم ١٤٠ يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتويتر!

هذا التوجه مطروح وقد نشاهده واقعاً في يوم من الأيام، خصوصاً بعد تغريدة جاك (أحد مؤسسي تويتر) التي لمح من خلالها لذلك وأوضح أن عدد كبير من المغردين لا يستمتعون كثيراً بهذا التقييد بل ويستخدمون طرقاً مختلفة للتغريد بأكثر من ١٤٠ حرفاً بتصوير الشاشة وخلافها من الحيل، ويتساءل ماذا لو استطعنا جعل هذا النص قابل للبحث والنسخ؟

شخصياً أعتقد أن هذا القرار سيفقد تويتر بريقه وخصوصيته وذلك لوجود منصات تدوين كثيرة لعل أشهرها تمبلر، وكذلك سيؤثر سلباً على خدمة تويت مزيد حيث ستغلق في اليوم الذي يعتمد فيه الأخ جاك هذا القرار الخطير :).

ما هي خدمة تويت مزيد؟

توفر خدمة تويت مزيد ميزة مساعدة أو مكملة لتويتر وهي إمكانية كتابة تغريدات بعدد غير محدود للحروف، وبالرغم من أن ذلك قد يناقض الغرض الأساسي من تويتر إلا إنه توجد حاجة ملحة لتوفير هذه الإمكانية.

خاصة وأن الكثير – من الكتاب خصوصاً –  يضطر لكتابة مقالته أو تغريدته التي تفوق ١٤٠ حرفاً ببرنامج الملاحظات ثم يلتقط صورة للشاشة ويرفقها مع التغريدة، ومع أن ذلك قد يعتبر حلاً؛ فإن هناك حد لعدد من الحروف والمحدودة بحجم الشاشة، مما يعني أننا عدنا لنقطة الصفر.

وهنا أتت فكرة تويت مزيد لحل هذه المشكلة نهائياً وإمكانية التغريد بعدد غير محدود من الحروف، وكذلك توفير بديل موجه للكاتب والقارئ العربي للخدمات الأجنبية مثل تويت لونجر، مع الحفاظ على نمط مشابه إلى حد كبير لتويتر حيث لا يشعر القارئ أنه خرج من تويتر ليقرأ المقال، والحفاظ قدر الإمكان على البساطة والتركيز على المحتوى وسرعة التصفح وعدم تشويش القارئ.

ولأننا في تويت مزيد نؤمن أن التطوير والتحسين لا يتوقف عند حد معين، فقد عملنا على مدى عامين على تحسين وتطوير وإضافة العديد من الميزات للخدمة، بعضها واضح لكل زائر وبعضها خاص بأداء الموقع وأخرى تكمن بالتفاصيل التي قد لا يلاحظها المستخدم وإنما تحسن تجربة الإستخدام بشكل عام.