@imad_imad7
إرشاد السالك إلى جهالة أطفال تلوين الهوالك
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد رأيت منشورا لأطفال قناة "تلوين الهوالك" حيث يطعنون في الشيخ فركوس ويظهرونه في مظهر الجاهل بالعقيدة وباب الأسماء والصفات بعد أن وصفوه من قبل بأنه ضعيف في المنهج لرده على الأخطاء المنهجية التي وقع فيها شيوخهم.
فشنعوا على الشيخ وزعموا أنه أتى بما لم يزبره السلف!! هكذا الجرأة على الدين وعلى العلماء، والافتراء على الله وعلى السلف، وكل ذلك بمرأى ومسمع صاحب المعاريض!
فقد نقل أحد الإخوة عن الشيخ قوله: (صفة الكلام راجعة إلى اسم الحي، وصفة التكليم راجعة إلى اسم القيوم).
فظنوا أنهم وقفعوا على صيد ثمين وسقطة ليشغبوا بها على الشيخ، لكنهم خابوا وخسئوا وأظهر الله جهلهم بعلوم الشريعة وعقيدة أهل السنة، وجرأتهم على عقيدة السلف وتخطئة العلماء دون روية وبحث وتفتيش، والمسارعة إلى نفي ما هو موجود في الكتب التي يتناولها صغار طلاب العلم!
فأما النقطة الأولى فقد أحسن الرد عليهم صاحب الحساب أبو الصقر، وعلمهم الفرق بين الكلام والتكليم، ووجه رجوع صفة الكلام إلى الحياة؛ وذلك من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية.
أما النقطة الثانية فقد أغفلها ولم يعرج عليها ولذلك أردت مشاركته في تعليم هؤلاء الأطفال، وذلك بما يلي:
1- قال ابن القيم في "زاد المعاد": (فإن صفة الحياة متضمنة لجميع صفات الكمال مستلزمة لها، وصفة القيومية متضمنة لجميع صفات الأفعال، ولهذا كان اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى هو اسم الله الحي القيوم).
2- وقال في "الصواعق المرسلة": (لاشتمالهما على صفة الحياة المتضمنة لجميع الصفات، وصفة القيومية المتضمنة لجميع الأفعال).
3- وقال في "الطب النبوي": (فالحي المطلق التام الحياة لا تفوته صفة الكمال البتة، والقيوم لا يتعذر عليه فعل ممكن البتة، فالتوسل بصفة الحياة والقيومية له تأثير في إزالة ما يضاد الحياة ويضر بالأفعال).
4- وقال السعدي: (وأنه "الحي" الذي له جميع معاني الحياة الكاملة، من السمع والبصر والقدرة والإرادة وغيرها من الصفات الذاتية.
كما أن "القيوم" تدخل فيه جميع صفات الأفعال).
5- وقال الشيخ عبد الرزاق البدر في "رسالة آية الكرسي": (وقوله: "الحي القيوم" هذان الاسمان الكريمان يدلان على سائر الأسماء الحسنى دلالة مطابقة وتضمنا ولزوما، فالحي من له الحياة الكاملة المستلزمة لجميع صفات الذات، كالسمع والبصر والعلم والقدرة ونحو ذلك، والقيوم هو الذي قام بنفسه وقام بغيره، وذلك مستلزم لجميع الأفعال التي اتصف بها رب العالمين من فعله ما يشاء من الاستواء والنزول والكلام والقول والخلق والرزق والإماتة والإحياء، وسائر أنواع التدبير، ولذلك قال بعض المحققين إنهما الاسم الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى).
فرنجو ممن هو وراء القناة أن يمسك أطفاله الجهال عن الكتابة وأن ينبري هو بنفسه للرد على الشيخ إن استطاع إلى ذلك سبيلا؛ وليترك الرد من وراء الحجب!
كتبه أبو قيس عماد البجائي.