@23_ngma
كأنَّما أراد الله أن يكبحَ القوَّةَ التي أودعها قلبَ الرجل والرّزانة التي وضعها في عقله، فجعل لهما جمالًا مُقابلًا في عيني المرأة التي يُحبُّها، فما يزال الرجلُ يُظهر من القوّة والاتّزان ما شاء، حتى إذا أصابته الجميلةُ بسهمٍ من نظراتها لم تزَلْ تُوهن من تلك القوّة وتُضعِف من ذلك الاتّزان ما شاءتْ هي وشاء جمالُها، فهو حينئذٍ ضعيفٌ بعد قوّةٍ، وهي قويّةٌ بعد ضعفٍ، وهما حينئذٍ ضعيفان كلٌّ منهما مع صاحبه، قويّان كلٌّ منهما بالآخر..!
وكأنما أراد الله أن يضع في شقاء جحيم الدنيا بعضًا من راحة نعيم الآخرة، راحةً ونعيمًا مؤقّتينِ، فجعلَ عناق المُحبِّ لحبيبه، حتى لتضيقُ الدنيا بما رحُبتْ على المُشتاق، وتتّسع فتزدادُ دُنًى في ضيق العناق..!