@afaaq66
معجم الشعراء
معجم الشعراء
لأبي عبدالله محمد بن عمران بن موسی
المرزبانی
(384-297ه)
تحقیق
د. فاروق اسلیم
مدرس الأدب القديم في جامعتي
حلب والإمارات العربية المتحدة
دار صادر
بيروت
يقدم د. فاروق للكتاب👇🏻
التعريف بالمؤلف
هو محمد بن عمران بن موسى بن سعيد بن عبيد الله . يكنى أبا عبيد الله ، وينسب إلى المرزبان ،
«وهذه النسبة إلى بعض أجداده ، وكان اسمه المرزبان . وهذا الاسم لا يطلق عند العجم إلا على الرجل المقدم ، العظيم القدر»، وهو من الفارسي المعرب . ومعناه : حامي الحدود ، وقائد الجيوش المتاخمة لحدود الأعداء. وهي رتبة عالية في الجيش عند الفرس . ويدل ذلك على أن المؤلف ينتمي إلى أسرة عريقة ، وكريمة .
وأخذ المرزباني عن عدد من العلماء المشهورين، ومنهم أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي (ت321هـ) ، وأبو بكر محمد بن القاسم بن محمد الأنباري (ت328هـ) . ومن المعروف أنهما كانا من أعلم أهل زمانهما بالأدب واللغة ، ولكل منهما تصانيف كثيرة ومشهورة .
ومن التلاميذ الذين أخذوا عن المرزباني، ورووا عنه ، أبو عبد الله الحسين بن علي الصيرمي (ت436هـ)؛ وأبو القاسم محسن بن عبد الله التنوخي (ت417هـ) . وهما من القضاة. وكان الصيرمي شيخ الحنفية ببغداد ، ومن مؤلفاته (مناقب الإمام أبي حنيفة) ؛ وكان التنوخي أديباً
شاعراً، ولغوياً مؤلفاً .
توفي المرزباني سنة 384هـ . وصلى عليه الفقيه الحنفي أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي ،
ودفن في داره، بشارع عمرو الرومي، ببغداد ، في الجانب الشرقي منها .
2 ـ مؤلفاته
عرف المرزباني بالراوية والتصنيف . وكان مقدماً بهما على رجال عصره . يقول عنه النديم :
«آخر من رأينا من الأخباريين والمصنفين راوية صادق اللهجة ، واسع المعرفة بالروايات ، كثير سماع... ويحيا إلى وقتنا هذا، وهو سنة سبع وسبعين وثلاث مائة» . وكذلك وصفه ابن خلكان إذ قال عنه : «كان راوية للأدب ، صاحب أخبار ، وتواليف كثيرة» .
وقد استعرض المحقق عبد الستار أحمد فراج في تقديمه لمعجم الشعراء مؤلفات المرزباني ،
فبلغت عنده اثنين وأربعين مؤلفاً، غير أن كتاب (الفهرست) تضمن عشرة كتب أخرى ، هي :
كتاب أشعار الخلفاء، وكتاب التهاني ، وكتاب التسليم والزيارة ، وكتاب التعازي ، وكتاب المعلى في فضائل القرآن ، وأخبار من تمثل بالأشعار ، وكتاب المواعظ وذكر الموت ، وكتاب
أبي حنيفة النعمان بن ثابت وأصحابه ، وكتاب أخبار شعبة بن الحجاج، وكتاب أخبار ملوك
كندة وذكر المحقق فراج ـ أيضاً ـ أن له كتاباً آخر هو (كتاب المستنير) نص عليه الثعالبي، في
كتابه ثمار القلوب . ولكن العودة إلى (الفهرست) تبين أن الكتاب الأول في قائمة الكتب التي
استعرضها (فراج) هو ـ نفسه ـ كتاب المستنير .
وقد أحصى د . رمضان عبد التواب للمرزباني خمسة وخمسين كتاباً ، يبلغ مجموع أوراقها
(47000) سبعة وأربعين ألف ورقة ، وصل إلينا منها سوى الكتب التالية :
1 ـ الموشح . وقد طبع في .مصر ، بتحقيق علي محمد البجاوي، سنة 1965م .
2 - أخبار السيد الحميري . وقد طبع في النجف ، بالعراق ، بتحقيق محمد هادي الأميني ، سنة
1965.
3 ـ أخبار شعراء الشيعة . وقد نشر في النجف ، بالعراق ، بتحقيق محمد هادي الأميني ،
، سنة 1968.
4 ـ معجم الشعراء . وقد نشر مرتين في القاهرة .
و كتاب (المقتبس في أخبار النحويين البصريين وأول من تكلم في النحو ).
أخبار القراء والرواة من أهل البصرة والكوفة)، وقد وصل إلينا مختصراً، اختصره الحافظ يغموري، أبو المحاسن ، يوسف بن أحمد (ت673هـ) ، اختصره من (شهاب القبس) المختصر
من (المقتبس) للمرزباني ، وسماه (نور القبس، المختصر من المقتبس) ، وطبع في فيسبادن
تحقیق رودلف زلهايم ، سنة 1964م .
والمجالات التي صنف فيها المرزباني كثيرة ، وأبرزها الشعر والأخبار . ويبدو من استعراض
عناوين كتبه الخاصة بالشعر والشعراء التي وصلت إلينا أنه كان علامة العصر في هذا المجال
هي :
ـ المستنير . وفيه أخبار الشعراء المشهورين والمكثرين من الشعراء المحدثين ، ومختار أشعارهم ، على أسنانهم وأزمانهم.
ـ المفيد . وفيه أخبار الشعراء الجاهليين والإسلاميين والمحدثين ، وبيان لمذاهبهم ونعوتهم ومعاني أشعارهم.
3 ـ كتاب الشعر . وهو جامع لفضائله ومضاره ، ونعت لأجناسه ، وفيه حديث عن تأديب قائليه ومنشديه وبيان عن منحوله ومسروقه .
4 ـ كتاب أشعار النساء .
5 ـ كتاب أشعار الخلفاء .
6 ـ كتاب أشعار تُنسب إلى الجن .
7 - كتاب الرياض في أخبار المتيمين من الشعراء الجاهليين والمخضرمين والإسلاميين والمحدثين .
8 ـ كتاب الأنوار والثمار . وفيه بعض ما قيل في الورد والنرجس، وجميع الأنوار من الأشعار .
9 ـ كتاب المراثي .
10 – أخبار من تمثل بالأشعار .
11 - كتاب شعر حاتم الطائي .
12 ـ كتاب أخبار عبد الصمد بن المعدل الشاعر .
13 - أخبار أبي تمام .
وذكر صاحب (الفهرست) في خاتمة ترجمته للمرزباني أنه ترك في السواد كتباً كثيرة ، بدأ
بعملها ، ومنها (أعيان الشعر في المديح والهجاء والفخر ...) . وقد بلغت أصول هذا الكتاب بخط مؤلفه نيفا وعشرين ألف ورقة.
ـ معجم الشعراء
أشار صاحب (الفهرست) إلى أن المرزباني في كتابه (المعجم) يذكر الشعراء على حروف
المعجم ، وأنه بدأ بمن أول اسمه ألف ، ثم بمن أول اسمه باء ، إلى آخر الحروف . وهو يضم نحو
خمسة آلاف شاعر ، وفيه من شعر كل منهم أبيات يسيرة ، من مشهور شعره ، وأنه يزيد على ألف ورقة .
والمؤسف أن (المعجم) لم يصل إلينا كاملاً ؛ فما بين أيدينا منه يضم ألفاً ومائة وتسع عشرة ترجمة ، وذلك أقل من خمسه ، ويبدأ بـ (ذكر من اسمه عمرو) ، من حرف العين .
ويبدو من قراءة (المعجم) أن مؤلفه كان يسعى إلى تقديم مصنف موسوعي، تُستوفى فيه تراجم الشعراء العرب من الجاهلية إلى عصره ، ولذلك «كان يهتم بكل شاعر يصادفه ، حتى وإن لم يبق من شعره سوى بيت أو بيتين ، وذلك عملاً بالميل إلى الاستيعاب» ، وهذا ما جعل الإيجاز سمة غالبة على تراجم الكتاب ، غير أن المؤلف كان يبالغ أحياناً في الإيجاز ، كقوله في ترجمة
(مسروق بن حجر بن سعيد الكندي) : «مخضرم ، يقول في رواية دعبل :
ألا من مبلغ عني شعيباً
أكل الـدهـر عـزكـم جـديـد
وقد تكون الترجمة أكثر إيجازاً من ذلك ، كقوله في ترجمة (منجور بن غيلان بن خرشة
الضبي) : «هاجى جريراً . روي ذلك عن يونس» .
وأما إطالة الترجمة فأمر نادر ، ومنه ترجمة (الفرزدق) فقد بلغ طولها نحو سبع تراجم.