@al3akremy
وقفات مع مقالة إبراهيم بويران التي بعنوان(دحض شبهات الاحتوائيين)
الوقفة الثالثة :
بِسْم الله الرحمن الرحيم
قال بويران :(ممن أقرَّ بوجود الأخطاء لدى جماعة الإصلاح العلامة ربيع المدخلي حفظه الله!، فقد قال في أكثر من مرة: كلا الطرفين عندهم أخطاء و عليهم مؤاخذات! و هذا يشملهم طبعًا، و فيه تكذيبٌ لمن نفى أخطاء جماعة الإصلاح بالكلية كما فعلها من ذكرنا من المكابرين، فهل سيكذِّبون الشيخ ربيعًا كما كذَّبوا مشايخنا و شهودنا؟! )
قلت :
و هذا من عجيب استدلالات صاحبنا ، و قلة إدراكه ! و كذلك كلّ متعصب إنما ينادي على نفسه بالفهاهة!
فليس ثمَّ رجل ينفي خطأ المخطئ إن كان صادقًا !
و غاية ما فعل مخالفوكم أنهم نظروا في ما اعتبرتموه أخطاءً ، فوجدوا ما كان منها صريحًا قد سبق رجوع المخطئ عنه قبل تحذيركم !
و ذلك جليّ في دعواكم تزكية الشيخ عبدالخالق لعابدين ، إذ صوتيته المسجلة مع مجموعة الأئمة كانت قبل تحذيركم منه و من إخوانه بشهور ، فأنت بذلك -يا بويران- تنفخ في رماد صبّ عليه ذنوب ماءٍ مبارك !
فَأَنَّى لك إيقاد ناره من جديد ؟!
ثم أفغير ذلك تقصد؟! فلعلك تريد ما وقع في دار الفضيلة ! فليس فيه أدنى خطأ ، بل غاية ما فيه اختلاف في وجهة نظر ، و قد بين الشيخ توفيق عمروني في نسفه التصريح تلك الفرية المبْنِيَة على سوء الظن ، بيانا شافيًا يفهمه العقلاء ، فكن عاقلا يا أبا بسطام و دعِ الظلم و اتَّقِه ، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة.
أما تذاكيك بقولك :(وهذا يشملهم ..و فيه تصريح بأخطائهم ...فهل سيكذبون الشيخ ربيعًا ؟!!)
فهو كلام ينبئ عن ضحالة و لجج!
نعم إن الكلام يشمل مشايخ الإصلاح ، وقد كان في معرض الدفاع عنهم!
فهو يشمل الشيخ فركوس و من معه من باب أولى ، و ليس فيه مجرد تصريح بل هو تقريع صريح ، لمن غالى و ظلم !
و توضيحًا للفكرة لديك يا أبابسطام أقول :
صورة المسألة كولدٍ مشاكس يحقر أخاه ، و يسلبه فضائله ! فظلّ المشاكسُ يتَتَبّع الفاضلَ ، يطلب له زلّة !
فلما استخرجها بسوء ظنه ، طار طربًا إلى والده ، يزعم بيان حال هذا الفاسد الذي في يغري الوالد بصورة التقيّ !
و سرد على والده مثلبة أخيه ، يريد بذلك تنقصه !
فأجابه الوالد العارف الحكيم : كلكم يخطئ ! و أنت أليس عندك أخطاء !
فهل كان بعد هذا ، لهذا الولد أن يعود لثلب أخيه ، أم أنه يجب في حقّه إمساك لسانه ، والاعتذار من التحريش ؟!
لعلّك فهمت الصورة ، و أرجو أنه لم تكن لديك أخلاق ذلك الولد المشاكس في صغرك فإن من كان هذا حاله يتعسر عليه جدًا فهم التقريع .
ثم قال أبو بسطام -سلمه الله من الأسقام-:
(و تبقى الموازنة بين الأخطاء التي أثبتها العلامة ربيع المدخلي في الجانبين، و أيُّها أشد و أخطر و أكبر، مع بيان الأخطاء التي كانت منشأ النزاع و سبب الخلاف فهي الأصل، و السعي في علاجها هو الأهم و الأولى، فإن من المعلوم أن الفرقة لم تحصل ابتداء من أجل تحقيق الشيخ عبد المجيد لكتاب رياضة المتعلمين، و لا ما قيل إنه تحقيق منه لكتب المبتدعة! و لا من أجل بيع الشيخ لزهر لكتب أهل البدع كما يزعمون، إلى غير ذلك مما أثاره القوم مؤخرا، فلابد من ردِّ المسألة إلى محلِّ النزاع و تسليط الأضواء كما يُقال عل المخالفات التي نتج عنها تفرُّق الجماعة و علاجها، و ترك سياسة الهروب إلى الأمام .)
قلت : أما صدْرُ الكلام ، فقد صدقت في سرده ، و تلاعبت في بعد ذلك في تنزيله .
نعم إن الموازنة بين الأخطاء ليُعرف أشدها و أخطرها مهمة العلماء ، إذ من خلال هذه الموازنة ، وبثِّ العلماء فيها ، نعرف أحق الناس بأن يكون محذرًا منه ، و قد بَلَغَ العالَمَ قول ربيع :لزهر عنده أخطاء ،
و: أنا لا أزكيه ،
و: ردّوا عليه لا تجبنوا .
و بلغ العالم أيضا قول ربيع: بينوا أخطاء جمعة .
و مقتضى المقام أن ربيعًا العالم البحر ، حامل لواء الجرح و التعديل ، وازن بين السيئتين فوجد التي لدى الطرف الآخر أكبر جرما و أعظم خطرًا ، فحث الشباب السلفي على بيان أخطاء الطرف الآخر ، بل و حذّر من استقباله الشيخ لزهر إلا أن يتوب !
بل كرّر مرّات قوله : كونوا مع من يريد الاجتماع !
و قوله : الذي أعرفه أن مشايخ الإصلاح حريصون جدًا على الاجتماع.
و على طريقتك (هل ستكذبون الشيخ ربيعًا؟!)
-أما دندنة أبي بسطام حول أخطاء الشيخ جمعة و أنها لم تكن هي الأخطاء الأساس الواجب الوقوف عندها ، فجوابه أن :
١-و كذلك دعواكم سرقة الشيخ رضا بوشامة للبحوث لم تكن هي الأخطاء التي مزقتم السلفية لأجلها !
٢-ولا قدحكم في علم الشيخ عوسات و اتهامه بالتخذيل كانت كذلك
٣-و لا قضية الوليمة المصورة كانت كذلك
٤-ولا اتهام الشيخ فلان في عرضه كان كذلك ، و لا قذفه باتخاذ خليلة كان كذلك !
٥-بل حتى أول حربكم التي قامت ضد الأخوين مرابط وحمودة و من معهم ، ما كانت هي الأخطاء الأساس التي تمزقت الدعوة السلفية لأجلها !
٥-ولا توقيع الشيخ دهاس كان كذلك
٦-ولا ثناء الشيخ عوسات على مرابط و حمودة كان كذلك
٧-ولا زعمكم طعن هؤلاء جميعا على الشيخ فركوس كان كذلك
٨-ولا ادعاء أن بعض مشايخ الإصلاح لا يحترم الشيخ فركوس كان كذلك
و لا غير ذلك
فلم يبق إلا ثناء على عابدين و رمضاني ، و براءة مشايخ الإصلاح منه واضحة وضوح براءة الفهم السليم منك يا أبا بسطام
أو دعواكم بعدُ متاجرة بعضٍ بالدعوة ! و لم تأتوا ببينة على ما قلتم !
فاتق الله و دع تزييف الحقائق ، فإن وراءك وراءنا يوم الدين !
و تذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه مسلم من حديث أبي هُريرة -رضي الله عنه-أنّه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لَتُؤَدُّنَّ الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقاد للشاة الجَلحاء من الشاة القَرناء))
إلى هنا انتهت هذه الوقفة المقتضبة و الله المعين
العكرمي صبيحة يوم السبت ٢٣ شوال ١٤٣٩هجري