@al3akremy
وقفات مع مقال إبراهيم بويران المعنون بـ:(دحض شبهات الاحتوائيين) الوقفة الأولى
الوقفة الأولى :
الحمد لله القائل :<يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119)> [التوبة]و الصلاة و السلام على نبيه القائل:(إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا)(١)و على آله وصحبه وبعد :
فقد تصدى إبراهيم بويران في مقال له عبر منتديات التصفية و التربية (٢) للدفاع عن صحبه ، و و لدفع جملة من التهم كما زعم هداه الله .
و أول ما يُنبّه له أن الأمر انعكس رأسًا على عقب ، فأصحاب المنهج الواضح الجليّ صاروا إلى مرحلة جديدة من الشغب ، شعارها تبرئة النفس !
بعدما كانوا طوال تلك الشهور مستشرفين للفتنة ! يهجمون بخيلهم -وليس فيهم فارس - و يجلبون برَجلهم ! -و ما أكثر الدهماء فيهم- فليذوقوا من كأس الْحَقِّ الذي أذاقوه غيرهم من كأس الباطل !
و عودًا على مقاله فإنه أراد دفع تشبيه موقفهم من مشايخ الإصلاح المبنّي على التقليد المحض للشيخ فركوس ، بمشابهة الصوفية !
فراح المسكين يجمع غثّه إلى سمينه ! يلوك العبارات لوكًا ، و يتكثر من النقول عن شيخنا الربيع ! ليستظهر للناس وهمًا في نفسه ! يسعى لتقريره في نفوس الرعاع ! ذلك الوهم ، هو اتباع الدليل ! و احترام العلامة ربيع !
فماذا صنع التائب من الحدادية الحجورية ؟!
صوّر لِلنَّاس تقديسهم المشايخ و تعصبهم بالباطل لهم ، و اتباعهم عن غير دليل في صورة توقير العلماء و احترامهم !
و أين الثرى من الثريا يا أبا بسطام !
أتجعل قول المتهِّم فلانًا يتاجر بالدعوة ! إثباتًا !
و يمين المتّهَم دعوى !
إذا هزلت و هزل عقلك الذي يزدري اليمين وصاحبه
ثم هلاّ عرفت لنا الدعوى سلمك الله من البلوى !
و ما الفرق بينها و بين قول فلان عن فلان -أيًّا كان الفلانان- أنه يفعل كيت لأجل كيت ! ثم لا تجد له دليلا ملموسًا !
و ما حكم حضرة طالب العلم على عالم سلفيٍّ كبير ،ما عُرِف عندنا بكذب أبدًا ، مثل العلامة عبيد حين خاف على الشيخ فركوس و جمعة الضلال!
أتعدونه صادقًا أمينًا فتصدقونه و تدعون المشايخ للتوبة ! فضلا عن أن تحمدوا في الطلبة اتباعهم العلامة ربيعا و عبيدًا
أم سينقلب الميزان لتجعلوا قول عبيد في الدعاوى التي تحتاج بيِّنات !
و كيف ستصنع بمقالك كلّه إذا واجهك السلفيون باتباع ربيع و عبيد و البخاري و محيي الدين و حسن بن عبدالوهاب و غيرهم ! و أشهروا في وجوهكم نصوص التوقير و الآثار في الاحترام ؟!
أكنتم تقبلون و تقبلون تائبين ؟ أم تردون ذلك بدعوى تطلّب الدليل ؟!
إنّ المسألة يا طالب العلم مسألة أعراض كانت بالأمس القريب كلّها على السّنة ! فالعمدة فيها قوله صلى الله عليه و سلم :(فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ، وَأَمْوَالَكُمْ، وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا)(٣)
و زاجرها قوله صلى الله عليه وسلم:(وَمَنْ قَالَ فِي مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ ؛ أَسْكَنَهُ اللَّهُ رَدْغَةَ الْخَبَالِ ، حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَال) (٤)هذا في حقّ المدّعي أما من صدّقه فلسيتذكر قوله عليه الصلاة و السلام :(كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِع)(٥)!
اعلم يا أبا بسطام أن ماسلف هو قول النبي صلى الله عليه و سلم ، و منهج السّلف الصالحين في الخصومات ، لا يخالف منهم أحدٌ أبدًا ! و حاشا سلفنا أن يخالفوا السنّة الصحيحة !
أما تصديق المدّعي و تكذيب النافي فإنّما يكون في حقّ المبتدع ، إذ لايؤمنون ، فهم كذبة فاجرون ! و لا بدّ للمبتدع من الكذب ! كما قال العلامة ربيع!
و نحن نحسب المشايخ المنتقِدين غير مبدّعين لإخوانهم ! إن هي إلا أخطاء ظهرت لهم ، فأرادوا من إخوانهم أن يتوبوا منها كما قاله بمعناه الشيخ جمعة !
هذه واحدة ، و حاصلها أن الوصف بمشابهة الصوفية في وادٍ و دفاع المدافع في وادٍ !
و حاله كما قيل :
شكونا إليه خراب السواد = فحرَّمْ علينا لحوم البقر
فكنا كما قال من قبلنا = أريها السها وتريني القمر
إلى هنا انتهتْ الوقفة الأولى
و للحديث بقية بحسب الحال ، و الحمد لله أولا و آخرا و صلى الله على محمد و آله
العكرمي ليلة الخميس ٢١ شوال١٤٣٩هجري
٤ / ٧ / ٢٠١٨
___
(١) الحديث متفق عليه.
(٢)منتديات التصفية و التربية التي عرفت مؤخرًا بتثبيت مقالات بويران و باهي و أضرابهما من مبتدئي الطلبة ، بمقابل ذلك تحذف مقالات و توجيهات و نصائح العلامة ربيع و العلامة عبيد و غيرهما من أكابر علماء العصر ، و هذه قاسمة ظهر كافية في سقوط عدالة المنتدى و مشرفيه ، و حقيق بعد ذلك أن يزدري و ينّفر عنه ، فمن لا يحتفي بالكبار و يرفع من شأن الأغمار لا يليق به إلا أن يكون في حكمهم و يحشر في زمرتهم !
(٣)متفق عليه(٤) أخرجه أحمد و أبوداود و ابن ماجة و غيرهم(٥) أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه وغيره!